منتديات همس الابداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


كل ماهو مفيد ومسلي ستجده في منتديات هـــمـــس الابـــداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ******* اخوتي اخواتي لقد تم عمل منتدى بديل لمنتديات همس الابداع وللراغبين في المشاركه فيه ماعليه سوا الظغط علا الاعلانات الي تحت وشكرن
بسم الله الرحمن الرحيم اهلآ وسهلآ بكم في منتديات همس الابداع >>الفهد>>

 

 امي دمارت حياتي...قصة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الفهد
المدير العام
المدير العام
الفهد


عدد المساهمات : 224
تاريخ التسجيل : 17/02/2010
العمر : 34

امي دمارت حياتي...قصة Empty
مُساهمةموضوع: امي دمارت حياتي...قصة   امي دمارت حياتي...قصة I_icon_minitimeالجمعة فبراير 26, 2010 3:36 pm




تقول ذات الخمسة و العشرين ربيعاً: من قال : إن ((الأم إذا أعددتها أعدت شعباً طيب الأعراق)).
فأنا أكفر بهذه المقولة , و إني أرى أن من قالها إما أن يكون شاعراً مجنوناً لم يذق منها المر , بل شرب العسل بكلتا يديه , أو أنه رجل يحلم أحلام اليقظة فيتخيل أن الأمهات مثاليات في تربيتهن بنسبة100% لهذا قال ما قال.
و إن كانت أقواله تلك و أشعاره مردودة عليه جملة و تفصيلاً لأن الواقع يكذبها أما حقيقتها و جوهرها فهو البهتان يعينه بل التزوير و الكذب بمعانيه و التدليس إن صح كلامي هذا.
دعوني أفصل لكم ماقلت وأوجز عندما يقتضي الإيجاز و أعرج إلى الإسهاب إذا اقتضيت الضرورة فقصدي و إن كنت أريد أن أشرح و أفصل قصتي و معاناتي كاملة و شكواي بالحياة.
إلا أنني أحب أن أبين للناس أنه ليس كل ماتفعله الأم صحيحاً و صواباً يصب في مصلحة الأبناء سواء كانوا من الأولاد أو البنات , بل أرى على العكس فاحياناً تدمر الأم أبناءها سواء كان ذلك بقصد أو من دون قصد.
المهم أن النتيجة واحدة هي دمار و فشل على جميع الأصعدة.
لقد ولدت وإن كانت في فمي ملعقة من الذهب كما يقولون , وإن كنت من أسرة ثرية , إلا أن هذا الثراء لا يغير من الأمر شيئاً فالإفراط في تدليل الأبناء و البنات مفسدة للأخلاق ما بعدها مفدة.
ثم إن الإفراط و التدليل ليس مقصوراً على الأسرة الثرية بل حتى الأسرة الفقيرة تفرط فيها الأم بتدليل بناتها و أولادها حتى تتسبب بخسرانهم و خسرانهن.
حيث أنها تقوم بكل شيء عنهم , بل و تحمل فوق ظهرها حتى مشاكلهم و مشاكلهن , و في قرارة نفسها تقول دعوا كل شيء لي فأنا أتحمل عنكم.
وهذا في تقديري هو الخطأ الفادح الذي و وقعت فيه أمي و غيرها من الأمهات اللواتي لهن عندي الاحترام و التقدير , إلا أنني أختلف معهن في أسلوب تربيتهن.
فما وعيت على هذه الجنيا و بدأت أتفهم و أفهم حتى وجدت نفسي أتمتع بدلال عجيب.
بل إن لي كلمة مسموعة عند و الدي و إن كنت صغيرة في السن بل أن الساعة التي أبكي بها هي الساعة التي تشعر و الدتي بالذات أن الدنيا إسودت في وجهها.
ورغم أني كنت صغيرة كما أسلفت و عليه فلا أتذكر يوماً أني طلبت شيئاً إلا و وجدته أمامي في اليوم نفسه و مع هذا و مع كل ما جرى فإنني ألتمس لوالدتي العذر في ماتقدم منها , و لو بقدر معقول و لكن عندما كبرت كان يجب عليها أن تحملني شيئاً من المسؤولية و تتركني أعتمد على نفسي ي حياتي و لو شيئاً قليلاً.
و لكن و الدتي هداها الله كرست حياتها لي و هذا هو الخطأ الكبير الذي دخلت هي و أدخلتني معها , فلما كبرت زادت في تدليلي , فلقد كانت أعتمد على نفسي حتى في المذاكرة و حل الواجبات المنزلية.
فلقد كانت تحاول أن تساعدني بها بل لم يكن لديها مانع أن تكتب عني الواجبات كلها , وليت الأمر توقف عند هذا الحد , فإنا أقسم بالله العظيم أني لو قلت لها أطعمني بيدك , لما تأخرت و لو لحظة واحدة , بل حتى لو قلت لها تعالي يا أمي و ألبسيني
ثيابي و ملابسي لهبت و هرولت من مكانها لتفعل ذلك.
فما تركت لي هذه الأم في الحياة من عمل فهي تقوم مقام يدي و قدمي فهي تدافع عني عند جميع الأقارب و الأصدقاء , و توهم بل و تجبرهم على الاعتقاد بأني على صواب.
إلى أن تصورت و صدقت أن كل شيء أفعله هو الصواب بعينه , و أن من يخطئني و لو بأمر بسيط و صغير أنظر إليه باستغراب و باشمئزاز أحياناً , حيث كنت تلك الفتاة المدللة التي لم تتعود أن يخطئها أحد في بيتها.
و هكذا نشأت على هذه التربية و الطريقة التي عاملتني بها و الدتي حيث ظنت أنها الطريقة المثلى في التربية , و لم تفكر يوماً أن اعتماد الأبناء و البنات على أنفسهم , هو السعادة للآباء.
بل إن ثقتهم أي ((الأبناء)) في أنفسهم قمة التربية و لكن للأسف الشديد فتلك أمور لم تكن تدور في عقل والدتي لا من قريب أو من بعيد.
لقد حاولت أن أصدها و أنهاها , بل و نهيتها مرات و مرات , و أخبرتها بصريح العبارة أن طريقتها و معاملتها لي ل و حتى تربيتها خطأ , في خطأ و أن الصواب في أن تتركني أعتمد على نفسي في حياتي كلها , و أنه ليس لها إلا النتائج.
ولكنها للأسف الشديد كانت تقول: مازلت صغيرة و يجب أن أساعدك فأنا أمك و على هذا الأساس لم يجد إصراري على أن تتركني و تدع حياتي شيئاً أن أقول الحقيقة فلقد كنت أشاركها بالخطأ ذلك أني لم أفكر في المستقبل , و في الحياة العلمية , و لم أتصور أني سأصل إلى طريق مسدود , و أن تربية أمي لي وإفراطها في تدليلي هو السبب بل سيكون و بالاً علي و نكسة و فشلاً.
و لكن قد فات الأوان , و تغلغلت ربيتها في كياني و مشاعري و دمي , فلا أستطيع التخلص منها أو أفعل شيئاً حيالهما.
لقد تخطيت مرحلة الثانوية بنجاح , و دخلت الجامعة , و أنهيت دراستي منها و لم يبق غلا الوظيفة و الزواج.
و فعلاً وصلت الأولى و هي وظيفة مرموقة في إحدى الوزارات الحكومية.
أما الثانية فقد تأخرت بسبب النصي كما يقولون .
لكني كنت واثقة أن ابن الحلال سيطرق يوماً باب بيتنا خاطباً يطلب يدي للزواج فهذه هي سنة الحياة و ما على الفتاة إلا أن تصبر إلى أن يأتيها نصيبها.
لقد باشرت العمل و دخلت الوزارة ذات يوم , و أنا الفتاة الثرية المدللة , التي لم يؤنبها أو يخطئها أحد من قبل قط.
وكانت بداية دوامي الساعة التاسعة صباحاً بعد بداية العمل الرسمي بساعة و نصف الساعة.
فكتبوا اسمي في ورقة خارجية مع المتأخرين و المتأخرات من الموظفين و الموظفات , و استدعاني في ذلك اليوم المسؤول عني و نصحني بضرورة التقيد بموعد الدوام ثم التمس لي العذر لأنها أول مرة و لكن بعد ذلك تكرر مني التأخير مرات و مرات , فلم يجد المسؤول مناصاً من كتابة تقرير عني.
قال فيه : إني لا أصلح للعمل فأنا كثيرة التأخير و الغياب و فوق هذا عندما يوكل لي عمل لا أنجزه و هكذا جلست في البيت وحيدة , و كانت هذه هي الضربة الأولى التي جاءتني فوق رأسي حيث كنت و كما أسلفت إنسانة مداللة لا تعبأ بشيء أبداً.
لقد هونت والدتي الأمر علي و قالت : اصبري.
فصبرت و لم تمض ‘لا بضعة أشهر إلا و جاءني النصيب فتزوجت و دخلت القفص الذهبي كما يقولون و قد كنت أتمناه أن يكون كذلك لولا ما عودتني عليه والدتي حيث كنت إنسانة اتكالية بمعني الكلمة لا تحسن عمل شيء و لا أقصد هنا الواجبات المنزلية فقط , و لكن حتى الحديث.
كنت أتمنى أن يتحدث عني زوجي فهل بعد هذه الاتكالية من شيء؟؟
أربع و عشرين شهراً مرت و زوجي يتحمل إنسانة جسمها كبير و عقلها صغير إنسانة مدللة عديمة الثقة في نفسها , اتكالية , تحاول دائما أن تتسيد على من حولها و تأمرهم.
إنسانه متسلط على من حولها تطلب كل شيء و لا تقدم شيئاً إلى أن طفح الكيل بالزوج فقال : لم بنفع الإمساك بمعروف فلا بأس من التسريح بإحسان.
و هكذا فشلت حياتي و للمرة الثانية بسبب إفراط أمي في تدليلي.
فاعتبرن منها أيتها الأمهات قبل فوات الأوان.

أتمني أن تعجبكم القصة
أنتظر ردودكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alshahr.yoo7.com
 
امي دمارت حياتي...قصة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات همس الابداع  :: القسم الترفيهي :: طرائف وغرائب-
انتقل الى: