ولد أبو القاسم الشابي في يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من شباط عام 1909م الموافق الثالث من شهر صفر سنة 1327هـ وذلك في بلدة توزر في تونس .
عاش حياة معاناة مع مرض القلب ، توفي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934 فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب سنة 1353هـ. وهو لم يتعدى ال25 من عمره ولكنه قدم أجمل ما يمكن وصفه من الأشعار على مدى الأيام .
وإليكم واحدة من أكثر قصائده المعبرة الملخصة لأحاسيس الشاعر ومعاناته ، وهي بعنوان
(في ظل وادي الموت)) ، وهذه مقاطع من القصيدة:
نحـن نمشـي, وحولنـا هاتـه الأكوا نُ تمشــي... لكــن لأيّـة غايـهْ
نحـن نشـدو مـع العصـافير للشمسِ وهـــذا الـــربيعُ ينفــخُ نايــهْ
نحن نتلـو روايـة الكـونِ للمـوتِ ولكـــن مــاذا ختــامُ الروايــهْ
هكــذا قلــت للريــاحِ فقــالت: سل ضمـيرَ الوجودِ: كـيفَ البدايهْ
وتغشّـى الضبـابُ نفسـي, فصـاحت فـي مَـلالٍ مُـرٍّ: "إلى أيـن أمشي
قلت: "سيري مـع الحيـاةِ.." فقـالت: ما جنينـا, تُـرى, مـن السيْر أمسِ
فتهــافتُّ كالهشـيمِ - عـلى الأرضِ ونــاديت: "أين يـا قلـبُ رفشي
"هاتِه, علّنــي أخـطّ ضريحــي في سكون الدُّجـى وأدفـنُ نفسـي
"قد رقصنا مـع الحيـاة طـويلاًوشدوْنا مــع الشـباب سـنينَا
"وعَدوْنا مع الليــالي حُفــاةً في شِـعابِ الحيـاةِ حـتى دَمينَـا
"وأكلنا التّرابَ حـتَّى مللنــا وشربنا الدموعَ, حـتَّى روِينَـا
"ونثرنا الأحـلامَ والحُـبّ والآلامَ واليأسَ, والأسى, حـيث شـينَا
"ثم ماذا؟ هذا أنا: صرتُ في الدنيابعيدًا عـن لهوهـــا وغِناهَــا
"في ظلام الفنــاء, أدفـنُ أيّـامي ولا أســـتطيعُ حــتّى بكاهَــا
"وزهورُ الحياة تهوِي, بصمـتٍمُحْزِنٍ, مُضجـرٍ, عـلى قدميَّــا
"جَفّ سحرُ الحياة, يـا قلبيَ الباكي فهيَّا, نُجَـرِّبِ المــوت.. هيَّـا